2012- رحلة التعارف



اللقاء:
و أخيرا تحقق الحلم!.. و التقينا.. بعد فراق دام أسبوع كامل.. و انتظرنا الليل ينسلخ عن صبح جميل.. حتى نزلنا أرض المزرعة.. تجمعنا في خيمة قرب البركة التي تعبأ بالماء شيئا فشيئا.. و نحن نقاوم الحر القاتل لمن يكون بعيدا عن المكيف الوحيد في الخيمة.. حتى جاء ظل من خلف الزجاج بدأ يقترب منا قليلا.. ليزداد القرب أكثر.. و نحن نتابع من هذه المرأة التي تحمل طفلا؟!؟
الفطور: 
 " أم آية ولدت ".. تفاجأنا و فرحة قد لامست قلوبنا.. تناقلنا الطفل الصغير.. حتى قالت الخالة أم عمار " حفظها الله ": هيا إلى المجلس !.. حملنا حقائبنا.. و بعد الجلوس و الحديث قليلا.. نادتنا الخالة مرة أخرى: بنات.. فزوا نجهز الفطور..
و قامت الفتيات المناضلات.. هذي تفرش السفرة.. و تلك توزع العصير.. و تلك تفتح الصحون.. و تلك . .. .. .... تلتهم الطعام بنهم شديد.. كأنها لم تبلع منذ أسبوع!..

" كان الفطور عبارة عن بيتزا خضار و معجنات جبنة و لبنة ، و بيض.. ، عصيرات أخرى من برتقال و ليمون . .. . إلخ .. "

فقرة التعارف:
ربما توقفت أذهاننا عن التفكير في اللحظة التي وقفت فيها مشرفتان لنبتدئ معهما فقرة التعارف..
ذكرنا أسماءنا و الهدف الذي جئنا من أجله للنادي.. فمنها : " جئت لأعرف رسالتي، الولاء للنادي يجبرني على الاستمرار فيه " .. و قالت الباقيات: " جئت مع رفيقاتي "
ثم قالت المشرفة: سوف نذكر لكن صفة شيء.. و عليكن أن تبحثن عنه في الحديقة.. و من تجده.. ستحظى بجائزة..
انطلقت الفتيات المكافحات في الحديقة للبحث عنها.. حتى اختنقنا من الحر.. و دخلنا إلى المجلس مرة أخرى..
وقالت المشرفة : اللعبة الآن .. هي أن تكتب كل فتاة منكن أكثر صفة تميزها..
سواء رسمتها أو كتبتها.. و تصنع من ورقتها " طائرة ورقية".. و ترميها وسط
المجلس..
و فعلنا ذلك.. و لكن ماذ بعد؟!.. أكملت إحداهما : خذوا أي طائرة عشوائيا.. و ابحثوا عن صاحبتها..
حانت لحظة السباق.. و تناحرنا و" تكركبنا " فوق بعضنا البعض.. و النداءات تتعالى: أنت الطويلة صاحبة الأساور؟! ، تهز رأسها الأخرى و تبتعد بورقتها.. و تهتف : أنت صاحبة العيون الصينية؟!.. حتى انتهينا..
و لكن لم ننته من اللعبة بعد!.. بل ذكرت كل واحدة منا "صفات صديقتها"..

" صناعة الإنسان":
حتى انتصفت أشعة الشمس.. و أعلن الأذان.. و نداء : " البسن عباءاتكن.. سوف يأتي السيد هاشم الصالح " ..
انتظمنا و انتظرنا.. وصل السيد.. و صلى بنا الظهرين.. ليبدأ محاضرته شرحا لعنوان هذه السنة " صناعة الإنسان ".. :
بعد الشكر الجزيل لإتاحة النادي الفرصة في اللقاء بفتياته.. فهو يفيدنا بنصائحه.. و نفيده - على حد قوله - بأسئلتنا ليعود باحثا عن إجابتها..
و ذكر بأننا سوف نبدأ هذه السنة.. و نحن نريد صناعة الإنسان.. أي أننا سوف نصنع الإنسان الذي نريد.. و في آخر السنة سوف نرى النتيجة.. و لكن.. السؤال هنا..
" أي إنسان سوف نصنع؟!" .. و من هو هذا الإنسان؟!..
هل هو " الكامل " ؟ أم " الممهد" ؟؟ أم " المثالي " ... أم ماذا؟!..
بل هو الإنسان الرباني.. الذي يمشي فوق الأرض.. و قلبه معلق بالسماء..
و لصناعة هذا الإنسان.. تحمل عدة نقاط.. و شروط
:Top of Form
الإنسان الرباني سوف أصنعه بنفسي.. و بيدي.. 
2- التغيير من الداخل.. و ذلك من قوله تعالى: " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".. 

3- هناك شريك لي في العملية.. و هو الله سبحانه.. ( التعبير عن الشريك بالله يعني المعاونة و المساعدة )..

و ذكر مقولة لأحد الفلاسفة: " إذا كان الله شريكك .. فليكن طموحك كبيرا.. " 
4- هذه العملية.. ليست سهلة.. بل تمر بمصاعب.. و كدح و غير ذلك.. و نستنتج ذلك من قوله تعالى: " يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " .. 

5- يجب أن أعرف " كيف سأصنع نفسي؟! " و ما الخطة المعدة لذلك؟!

و هنا سؤال يطرح نفسه.. " ما أهمية هذا الإنسان الرباني؟! " و هل هو حقا يستحق كل هذه التضحيات.. و كل هذا الكدح (العمل الشاق جدا ).. 
فنجد هذه المكانة مذكورة في القرآن الكريم في أكثر من موضع: 

1- الله سبحانه يتباهى بخلقه الإنسان .. الذي يتميز بالعقل دون غيره من المخلوقات.. بقوله تعالى: " تبارك الله أحسن الخالقين " .. 

2- الإنسان الرباني يدبر الكون بأمر الله سبحانه - كما هو شأن أهل البيت (ع)-.. و ذلك من قوله يكلم الملائكة: " و نفخت فيه من روحي.. فقعوا له ساجدين ".. و الملائكة هي التي تدبر الكون بأمر الله.. فإذا سجدت فقد خضعت.. 

3- التكريم الإلهي للإنسان الرباني.. و ليس الحيواني..في قوله تعالى " و لقد كرمنا بني آدم ... " 

4- أول مكان وضع فيه الإنسان الرباني هو الجنة.. و هذا دليل على أن مكانك أيها الإنسان.. هو الجنة.. و قد قال علي عليه السلام بما معناه: " لا تبيعوا أنفسكم بأقل من الجنة ".
 و لنحصل على هذا الإنسان الرباني.. لا بد أن نعرف ما هي أعمدته.. أو خصائصه: 
- الخاصية الأولى: " الحكمة " ( وضع الشيء في موضعه ).. قوله تعالى: " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب" ، و الحكمة تورث الخير الكثير.. 

- الخاصية الثانية: " التقوى" و هي كالجهاز المناعي ضد الآثام و الأخطاء.. و الصوم يقوي المناعة و التقوى لدى الإنسان..


- الخاصية الثالثة: " القداسة " ( الطهارة ، النقاء ).. و قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا " يحرضنا على أن نكون من المطهرين تطهرا.. و القديسين.. 
و القداسة.. تزداد كلما ازددت من النور.. و هذا النور موجود في " الصلاة، المساجد ، ليلة الجمعة ، ليلة القدر " و علق بأنا نعتبر شهر رمضان للصيام.. و لكن.. الأمر بالعكس تماما.. فنحن " نصوم.. لشهر رمضان"..

- الخاصية الرابعة: " العلم " .. لا بد أن أكون عالما.. 
و هنا ذكر.. أهمية العلم: 
1- يزيدني خشية من الله .. 
2- يملأ الفراغ في قلبي.. و إذا كان القلب فارغا.. فإنه يمتلأ بالأوهام و الخرافات و الأحلام.. و "من أقام للأحلام وزنا.. فلا وزن له " ( للعلامة الحلي )
3- الإمتلاء بالنور.. بالتالي الزيادة من القداسة و الطهارة..

- الخاصية الرابعة: " الصلاح و الإصلاح "..
و يعني أن أكون إنسانا نافعا.. مفيدا للمجتمع.. و يقول أحد المعصومين عليهم السلام: " احتياج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملّوها فتعود نقماً".. 

و بعد أن عرفنا " الشروط " لصناعة الإنسان الرباني و " مكانته " و " خصائصه" فإن أول خطوة للبدء بهذا.. هو : " الإدراك بالنفس ".. و معرفة ما يدور حولها من:
1- قناعات .. 
2- أفكار.. 
3- آمال و طموحات
 و قبل أن أبدأ بجرد الأفكار.. و هي الخطوة الأولى للتغيير.. لا بد أن أدرك أن للإنسان 4 عوالم: 
أ‌) عالم الجسد: و هو العالم المادي.. و الذي يحتاج إلى " الطعام و النوم ".. 
ب‌) عالم النفس: و يعتمد على نظرتك لنفسك.. و حاجته : " تقدير الذات ".. 
ج) عالم الروح: و الذي يحتاج إلى العبادات من " صلاة " " دعاء".... إلخ.. 
د) عالم العقل: هذا العالم يريد تشغيل العقل.. و التعامل بالمنطق.. ليس بالعاطفة.. 
ثم تساءلت الفتيات ( ما لا أذكره بالضبط لكنه كان يخص المرأة )..
و توقف الميكرفون من الكلام.. حيث كان يتقطع كل دقيقتين.. فترحم عليه السيد.. وتركنا "نااااائمات" تماما.. 
مسيرتنا: 
استفقنا على صوت موسيقى جميلة و هادئة ( كلاسيكية ).. فانتقلت أنظارنا التي كانت تغالب النوم.. لنشاهد فيلما يعرض " المسيرة التاريخية " للسيد المكرم: نادي بسمة الحياة.. حفظه الله..
و تعالى التصفير و الحماس فرحا بهذه النعمة التي نحن فيها.. و سألت منى الرشيد " كرم الله وجهها " الفتيات: ماذا كنتِ تتمنين؟!.. و ماذا رأيت من النادي؟! ".. 
و من أهم الإجابات كانت: " ما يميز النادي.. بأنه لا يتحكم بالفتاة.. بل يؤثر بالشخص و يتوقع منك النتيجة ".. 
و عرضت الخطة السنوية.. و تقسمت الفرق.. و قبل العمل المطول قالت " سلام الله عليها " مقولتها الشهيرة : " النادي هو مكان يتيح لك إظهار مهاراتك و لكن المسؤولية عليك أكبر .. فلا تتوقعين نركض وراج .. انت لازم تنجحين نفسج بنفسج "..
الغداااء:
و لكن عند البطون.. تعمى العيون.. و تصمخ الأذون.. فأدرك شهرزاد الطعام.. فصمتت عن المباح من الكلام >> مع التحريف ^.^ 
نشرنا السفرة معا.. و أكلنا الرز و الدجاج.. و كانت الممنوعات " البيبسي و الميرندا و السفن أب و المثلجة جدا" تخترق القانون بإشراف الإدارة "التي تحثنا على التزامنا النظام دائما".. 
الوناسة: 
انتهينا من الغداء.. و شرعنا في التقسيم و التخطيط للبرامج القادمة.. و لكن.. من فضلت السباحة على كل شيء.. كانت أول القافزات في البركة.. و من لم توفق للسباحة.. اتخذت من الحديقة ممشى.. و من المجلس مكانا للاسترخاء و ربما النوم!!..
الصلاة ثم العودة: 

حتى تصاعد الصوت الجميل.. و تجهزنا للصلاة .. حيث صلينا المغرب جماعة.. و العشاء بإمامة" زينب ".. ، ثم قرأت دعاء كميل العلامة " أم آية ".. ثم ركبنا الباصات التي امتلأت بحشو كبيييير من البنات.. حتى وصلنا إلى النادي الذي يضمنا كل خميس بكل حب

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...